بيت حانون البطلة - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني

بيت حانون البطلة
بقلم: أملي القضماني
الدماء الطاهرة البريئة التي روت تراب بلدة بيت حانون ورائحة الدم، والقهر، والعذاب،لم تكن الشاهد الوحيد على معاناة شعبنا الفلسطيني، ولن يكون الأخير, فمسلسلات المذابح متلاحقة ومتكررة ، مذبحة بيت حانون ليست وحدها الشاهد على وحشية الأحتلال، وجرائمه،فمنذ قيام كيانه المغتصب,على أرضنا،وهو يستبيح دماؤنا،ويقتل نسائنا، وأطفالنا، وشيوخنا،هذه شيمهم، وعلى هذا قائم كيانهم.
لكننا لن نسأل أين العرب، فنحن نعلم ونرى صمتهم المخزي والمهين, لكننا نتسائل؟
الى أين مسيرة نضالنا ذاهبة بنا؟ والى أين ستقودنا صراعات زعمائنا، واقتتالهم على المناصب والكراسي، وبناء الفلل, وتكديس الأموال.
بيت حانون صحت على نهر من الدماء الزكية تروي ترابها , عائلات بأكملها دفنت تحت الردم, أطفال, وبالغين, ونساء ومن هم في ربيع الولادة ذبحوا في مجزرة جماعية، أنهر من الدماء والدموع سالت في ساعات قليلة، صرخات مذهلة مبكية لنسائنا الصابرات الماجدات يستنجدن بحماة العرب وأمراء الاسلام ...( صورونا وهاتوا لنا حل !!! لا نريد منكم أن تصورونا وتتفرجوا علينا !!!) اليست هذه صرختهم، أين أنتم يا عرب ؟!!! لا نريد دعمكم بالتموين والعلاج والمال ... نريد سلاحكم للدفاع عن كرامتنا وشرفنا ومقدساتنا وعن أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ومساجدنا !!! أين أنتم يا عرب !!!!
ونحن نقول معهم أين أنتم يا عرب!!!؟؟
وجهوههم الباكية، وعيونهم الدامعة، وقلوبهم الصارخة، أدمت قلوبنا، وأبكت عيوننا, وجعلت أرواح قتلانا، تصرخ معنا، أين أنتم يا عرب!!!
لكن كلُّ هذا لم يحرِّك شيئاً في نفوس وشهامة ملوك وامراء العرب، وسدوا أذانهم عن صوت الأستغاثة،وأنوفهم عن رائحة الدم النازفة تحت وطأة السلاح الأسرائيلي الظالم.
بيت حانون وبيت ريما وبيت لحم وبيت لاهيا وقانا"1و2 وصبرا وشاتيلا،وكفرقاسم، ووو... مئات المجازر والجرائم وملايين الانتهاكات والاعتداءات ... كلها تشهد على عدوانية الاحتلال وبطشه وهمجيته ،... فهذه الدماء التي سالت ولا زالت تسيل، ليست جديدة ولا مفاجئة.
كل هذا سيذكرنا بما مرَّ بنا بالأمس، واليوم، والمستقبل، وكأنَّ القدر يرفض أن يتركنا ننسى صور الموت، والاغتيالات الفردية، والجماعية، وصور التدمير الهائل بلبنان الحبيب بالامس القريب,
بيت حانون وما قبلها والقادم بعدها ، هم من سيذكرنا بأن الدماء التي سالت على عتبات وفي غرف تلك البيوت التي دمرتها آليات القصف ، هي الحبر الذي ستكتب فيه لوائح الاتهام والادانة ضد قوى الشر والطغيان على أمل أن يقدموا يوماً للعدالة الانسانية، ولشرعة حقوق الانسان, عندما يستفيقوا العرب من غفلتهم، وضعفهم, وتفككهم المهين.
بيت حانون... وخاصة نسائها أثبتن بسالة لا توصف بالصمود ورفض الاستسلام, طوبى لشهدائها الأبرار، شفاءً لجرحاها،
تحية اليك يا بيت حانون البطلة.. وهدى المسؤلين لما فيه الخير والصلاح لمصلحة الوطن.